اليوم الأول:
تلقيت اليوم ركلة قاسية، أقصتني بعيدا عن بيتي.. مؤجر الدار الجديد. اقتحم المكان ثائرا.. لم يعجبه وجودي وعائلتي في مطبخه، وقرر إنهاءنا بفركة من حذائه.. كان الله بي رحيما فقررت وبقية أفراد العائلة قبل اندلاع سعير غضبه، فكرنا بأن تفرقنا يسهل المأوى.. ورغما عن مشاعرنا آثرنا الانفصال بكبرياء.. ضعيفا متعبا، مدموغا برضوضي، زحفت متلفعا بجدران الازقة. وحينما لسعتني شوكة الجوع، تذكرت آخر وليمة غصت بها امعائي، ونفرت من عيني دموع غمست سطوري بالأسى، أتمنى العثور على صاحب بيت لطيف، يؤنسه وجودي ويرضى بمتطلباتي.
اليوم الثاني
حتى الآن تتقاذفني حيرة، أختبئ في جحر صديق قديم. تجوب رأسي افكار مختلطة، ماذا حل بأفراد عائلتي؟ هذا الصديق يبدو منزعجا. يشعرني صمته بالخوف، بدأت أتململ من هذا المكان، وافكر جديا بالفرار قبل انبلاج فجر جديد.
اليوم الثالث
حلمت بأن مؤجر الدار الجديد، لم يعد يأبه لوجودي، كان اختفائي عن انظاره يومين كفيلا باراحته، وخرجت اليوم ملتصقا بالجدران، كنت أتمنى زيارة جحري القديم، واملت الالتقاء بواحد من افراد عائلتي، لم يحدث شيء وبقيت حائرا، أتلظى بنيران الانتظار، لم أتذوق ألما يشبه أسى الانتظار في حياتي.
اليوم الرابع
ماذا لو اصابني حذاء المؤجر الجديد؟ كنت استيقظ في الليل مفزوعا، وظل الحذاء القاتم يسيطر على سقف الجحر، شعرت اليوم بالبرد الشديد وصارحت صديقي بالأمر.. لم أعثر في نظراته على مجاملة او ترحيب او اقتراح غطاء يدفئني. تذكرت خوفه مني حينما كنت سيد جحري، تنارعتني مخاوف كثيرة، كان ألم اذلالي يحفر عبر جمجمتي فكرة. لم استطع التراجع عنها، وفوجئت في الصباح بصديقي ميتا واظفاري مبقعة بالدماء.
اليوم الخامس
أبحث من جديد عن مأوى.. لم اعثر على صديق آخر يجاملني. يحوم دبور تساؤلاتي. اين عائلتي؟ لم أر خيالا لاحدهم. هل ماتوا أم فروا الى المجهول؟ في السماء وحشة وكأن العالم كله يوشك ان يطبق فوق رأسي. أبدو غريبا في دياري.. مشردا بين جحور كثيرة، كانت ملكا لي ذات يوم. جائع عليل. تفتح كهوف الغضب اشداقها. تفح في وجهي حرائق الرفض. من أكون الآن؟ وماذا سأكون غدا؟ أيكون هناك غد جديد كما صار في الدار مؤجر جديد؟
اليوم السادس
ستة ايام من اللوعة، أشتاق لكل الاشياء التي كنت لا أدركها، زوجتي، صغاري، رائحة جحري، وضجيج حشرجة المكان، اختنق وكأن يدا شريرة تمتد لتضغط فوق عنقي، لم اشعر بأني فأر كما الليلة عندما حل المساء، ضجرت من الزحف، واحرق الجوع امعائي الخاوية. آويت الى دار رضخ صاحبها لعرضي بسرعة. فكرت بأنه يبحث عن الانتقام مني ذات لحظة. كان ينظر باتجاهي، تتغلغل في عينيه شماتة قارسة، تمنيت لو أموت، ربما أموت من القهر او الجوع او التشرد، لكنني لا أتخيل ابدا ان يسحقني حذاء المؤجر الجديد.
اليوم السابع
لم أقض اسبوعا طويلا في حياتي كهذا.
صرت أكره الجدران والجحور. اشتاق لنفحة هواء تغسل عن وجهي وعث الخوف. لم أر يدي ملطختان بالقار ابدا، لم اعهدني أسير فوق حصى وتراب تطحن اشواك الارض قدماي، اسبوع من الموت الحي اغفو وعيناي مفتوحتان. قلبي الليلة يتدحرج من فوق تل عال. هل تكون الهاوية قريبة؟ آه من النهاية، لست أخشى الموت لكنني اخاف الموت غريبا. ساعدني يا رب. ارحمني يا الله.
اليوم الثامن
عثروا على الفأر المحتجز ميتا في باحة تستخدم لحرق القمامة، وبجواره أوراق يومياته الاخيرة في الاحتجاز. كان هزيلا مصفرا ينحت الخوف في نظراته الجاحظة بئرا.. ولم يتوصلوا الى سبب الوفاة، من الخوف او الجوع او بفعل فاعل.
اليوم التاسع
تأرجحت يافطة المؤجر الجديد فوق الدار.. وسدت جميع منافذ الجحور الاخرى بالغراء الاحمر.
تلقيت اليوم ركلة قاسية، أقصتني بعيدا عن بيتي.. مؤجر الدار الجديد. اقتحم المكان ثائرا.. لم يعجبه وجودي وعائلتي في مطبخه، وقرر إنهاءنا بفركة من حذائه.. كان الله بي رحيما فقررت وبقية أفراد العائلة قبل اندلاع سعير غضبه، فكرنا بأن تفرقنا يسهل المأوى.. ورغما عن مشاعرنا آثرنا الانفصال بكبرياء.. ضعيفا متعبا، مدموغا برضوضي، زحفت متلفعا بجدران الازقة. وحينما لسعتني شوكة الجوع، تذكرت آخر وليمة غصت بها امعائي، ونفرت من عيني دموع غمست سطوري بالأسى، أتمنى العثور على صاحب بيت لطيف، يؤنسه وجودي ويرضى بمتطلباتي.
اليوم الثاني
حتى الآن تتقاذفني حيرة، أختبئ في جحر صديق قديم. تجوب رأسي افكار مختلطة، ماذا حل بأفراد عائلتي؟ هذا الصديق يبدو منزعجا. يشعرني صمته بالخوف، بدأت أتململ من هذا المكان، وافكر جديا بالفرار قبل انبلاج فجر جديد.
اليوم الثالث
حلمت بأن مؤجر الدار الجديد، لم يعد يأبه لوجودي، كان اختفائي عن انظاره يومين كفيلا باراحته، وخرجت اليوم ملتصقا بالجدران، كنت أتمنى زيارة جحري القديم، واملت الالتقاء بواحد من افراد عائلتي، لم يحدث شيء وبقيت حائرا، أتلظى بنيران الانتظار، لم أتذوق ألما يشبه أسى الانتظار في حياتي.
اليوم الرابع
ماذا لو اصابني حذاء المؤجر الجديد؟ كنت استيقظ في الليل مفزوعا، وظل الحذاء القاتم يسيطر على سقف الجحر، شعرت اليوم بالبرد الشديد وصارحت صديقي بالأمر.. لم أعثر في نظراته على مجاملة او ترحيب او اقتراح غطاء يدفئني. تذكرت خوفه مني حينما كنت سيد جحري، تنارعتني مخاوف كثيرة، كان ألم اذلالي يحفر عبر جمجمتي فكرة. لم استطع التراجع عنها، وفوجئت في الصباح بصديقي ميتا واظفاري مبقعة بالدماء.
اليوم الخامس
أبحث من جديد عن مأوى.. لم اعثر على صديق آخر يجاملني. يحوم دبور تساؤلاتي. اين عائلتي؟ لم أر خيالا لاحدهم. هل ماتوا أم فروا الى المجهول؟ في السماء وحشة وكأن العالم كله يوشك ان يطبق فوق رأسي. أبدو غريبا في دياري.. مشردا بين جحور كثيرة، كانت ملكا لي ذات يوم. جائع عليل. تفتح كهوف الغضب اشداقها. تفح في وجهي حرائق الرفض. من أكون الآن؟ وماذا سأكون غدا؟ أيكون هناك غد جديد كما صار في الدار مؤجر جديد؟
اليوم السادس
ستة ايام من اللوعة، أشتاق لكل الاشياء التي كنت لا أدركها، زوجتي، صغاري، رائحة جحري، وضجيج حشرجة المكان، اختنق وكأن يدا شريرة تمتد لتضغط فوق عنقي، لم اشعر بأني فأر كما الليلة عندما حل المساء، ضجرت من الزحف، واحرق الجوع امعائي الخاوية. آويت الى دار رضخ صاحبها لعرضي بسرعة. فكرت بأنه يبحث عن الانتقام مني ذات لحظة. كان ينظر باتجاهي، تتغلغل في عينيه شماتة قارسة، تمنيت لو أموت، ربما أموت من القهر او الجوع او التشرد، لكنني لا أتخيل ابدا ان يسحقني حذاء المؤجر الجديد.
اليوم السابع
لم أقض اسبوعا طويلا في حياتي كهذا.
صرت أكره الجدران والجحور. اشتاق لنفحة هواء تغسل عن وجهي وعث الخوف. لم أر يدي ملطختان بالقار ابدا، لم اعهدني أسير فوق حصى وتراب تطحن اشواك الارض قدماي، اسبوع من الموت الحي اغفو وعيناي مفتوحتان. قلبي الليلة يتدحرج من فوق تل عال. هل تكون الهاوية قريبة؟ آه من النهاية، لست أخشى الموت لكنني اخاف الموت غريبا. ساعدني يا رب. ارحمني يا الله.
اليوم الثامن
عثروا على الفأر المحتجز ميتا في باحة تستخدم لحرق القمامة، وبجواره أوراق يومياته الاخيرة في الاحتجاز. كان هزيلا مصفرا ينحت الخوف في نظراته الجاحظة بئرا.. ولم يتوصلوا الى سبب الوفاة، من الخوف او الجوع او بفعل فاعل.
اليوم التاسع
تأرجحت يافطة المؤجر الجديد فوق الدار.. وسدت جميع منافذ الجحور الاخرى بالغراء الاحمر.